کد مطلب:168233 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:162

مقتل بریر بن خضیر الهمدانی
یروی الطبری عن أبی مخنف بسنده إلی عفیف بن زهیر بن أبی الاخنس، وكان قد شهد مقتل الحسین (ع)(قال: وخرج یزید بن معقل من بنی عمیرة بن


ربیعة، وهو حلیف لبنی سلیمة من عبدالقیس فقال: یا بریر بن خضیر، كیف تری اللّه صنع بك!؟ قال: صنع اللّهُ واللّهِ بی خیراً، وصنع اللّه بك شرّاً!

قال: كذبتَ، وقبل الیوم ما كنت كذّاباً!هل تذكر وأنا أُماشیك فی بنی لوذان، وأنت تقول: إنَّ عثمان بن عفّان كان علی نفسه مسرفاً، وإنّ معاویة بن أبی سفیان ضالُّ مُضِلُّ، وإنّ إمام الهدی والحقّ علیّ بن أبی طالب؟

فقال له بریر: أشهد أنّ هذا رأیی وقولی.

فقال له یزید بن معقل: فإنی أشهد أنّك من الضالین!

فقال له بریر بن خضیر: هل لك فلا بأهلك، ولندع اللّه أن یلعن الكاذب، وأن یقتل المبطل! ثمّ اخرج فلا بارزك!

قال فخرجا فرفعا أیدیهما إلی اللّه یدعوانه أن یلعن الكاذب،وأن یقتل المحقُّ المبطلَ، ثمّ برز كلّ واحدٍ منهما لصاحبه،فاختلفا ضربتین، فضرب یزید ابن معقل بریر بن خضیر ضربة خفیفة لمتضرّه شیئاً! وضربه بریر بن خضیر ضربة قدّت المغفر وبلغت الدماغ! فخرَّ كأنما هوی من حالق، وإنّ سیف ابن خضیر لثابت فی رأسه، فكأنّی أنظر إلیه ینضنضه من رأسه،وحمل علیه رضیُّ بن منقذ العبدی فاعتنق بریراً، فاعتركا ساعة، ثمّ إنّ بریراً قعد علی صدره، فقال رضیُّ: أین أهل المصاع [1] والدفاع!؟

قال فذهب كعب بن جابر بن عمرو الازدی لیحمل علیه، فقلت: إنّ هذا بریر ابن خضیر القاریء الذی كان یُقرؤنا القرآن فی المسجد! فحمل علیه بالرمح حتّی وضعه فی ظهره، فلمّا وجد مسّ الرمح برك علیه فعضّ بوجهه وقطع طرف أنفه!


فطعنه كعب بن جابر حتّی ألقاه عنه وقد غیّب السنان فی ظهره، ثمَّ أقبل علیه یضربه بسیفه حتّی قتله!). [2] .



وذكر ابن شهرآشوب أنّ بریراً(رض) برز بعد الحرّ(رض)، وهو یقول:



أنا بُریر وأبی خُضَیْر

لیث یروع الاُسَد عند الزئر



یعرف فینا الخیر أهل الخیر

أضربكم ولا أری من ضیر



كذاك فعل الخیر فی بُریر

وأنّ الذی قتله بُحیر بن أوس الضبّی. [3] .



أمّا الشیخ الصدوق فقد روی أنّ بُریراً(رض) برز من بعدعبداللّه بن أبی عروة الغفاری (رض)، [4] الذی برز من بعد حبیب بن مظاهر(رض)، وكان


بریریقول:



أنا بُریرٌ وأبی خُضَیْر

لاخیر فیمن لیس فیه خیر



وأنّه قتل من الاعداء ثلاثین رجلاً ثُمَّ قُتل. [5] .

وفی كتاب تسلیة المجالس أنّ بریراً(رض) كان یحمل علی القوم وهو یقول: (إقتربوا منّی یا قتلة المؤمنین، إقتربوا منّی یا قتلة أولاد البدریین، اقتربوا منّی یا قتلة أولاد رسول رب العالمین وذریّته الباقین.). [6] .


[1] المصع: الضرب بالسيف، والمماصعة: المقاتلة و المجالدة بالسيوف. (لسان اللسان: 559:2).

[2] تاريخ الطبري: 322:3 وانظر: الكامل في التاريخ:3: 289-290، و انساب الاشراف: 399:3 و مثير الاحزان: 61 و اللهوف: 160، و يمضي في بعض المصادر (يزيد بن مغفل) بدلاً من يزيد بن معقل. و يواصل الطبري روايته: «قال عفيف: كأني أنظر الي العبدي الصريع قام ينفض التراب عن قبائه و يقول: انعمت علي يا اخا الازد نعمة لن انساها ابدا... فلما رجع كعب بن جابر قالت له امراته اواخته النوار بنت جابر: اعنت علي ابن فاطمة وقتلت سيد القراء؟! لقد اتيت عظيما من الامر! والله لا اكلمك من راسي كلمة ابدا.».

وقال كعب بن جابر عدة ابيات من الشعر يجيبها، يذمها ويثني علي نفسه ويمدح سيفه، و يوكد ولاءه ليزيد بن معاوية! و يمدح فيها - علي رغمه- الامام عليه السلام و اصحابه! حيث يقول فيهم:



ولم ترعيني مثلهم في زمانهم

ولاقبلهم في الناس اذ انا يافع



اشد قراعا بالسيوف لدي الوغي

الاكل من يحمي الذمار مقارع



وقد صبروا للطعن والضرب حسرا

وقد نازلوا لو ان ذلك نافع.

[3] راجع: مناقب ال ابي طالب: 100:4- وهذا خلاف المشهور الوارد في رواية الطبري في ان الذي قتله هو كعب بن جابر بن عمرو الازدي لعنه الله.

[4] مربنا ان عبدالله بن عروة الغفاري كان من شهداء الحملة الاولي علي رواية ابن شهر آشوب في المناقب: 113:4، وذكرنا هناك ان من المورخين من يذكر انه و اخوه عبدالرحمن قتلا مبارزة.

راجع اضافة الي امالي الصدوق (ابصار العين: 176).

[5] امالي الصدوق: 136- 137 المجلس 30 حديث رقم 1.

[6] تسلية المجالس: 283:2 و البحار: 15:45.